[center]خيانة....
امسكت سمر باحد اعمدة الفوانيس الموزعة في الطرق العامه لمدينة استوكهولم وكأنها تحاول ان تعين قدماها من السقوط ارضا من الصدمة التي تلقتها وهي تنظر بعينيها النرجسيتين نحو رجل في العقد الرابع يحيط ذراعيه بفتاة شابه في الخامسة والعشرون عاما ..هو ..قد بدت على فروة راسه صلع خفيف ببشرة حنطية وجسم مكتنز العضلات ..وهي شابه شقراء الشعر, حليبة البشرة رشيقة القوام ..إنهما يضحكان وكانهما في عالم بعيدا عنها ..عالم كله بروح الشباب والرغبات ..اخذت سمر تتنهد ببطأ وعينيها تغرقان دمعا ..ولوعة وحرقة ..إنه زوجها برفقة شابة ..إنها زميلته في العمل ايزابيل ..لقد تعرفت عليها قبل عامان وقد كان اللقاء لطيف وسمير ..زوجها بدء مبتهجا ..أنه يعمل مهندسا معماريا في احدى الشركات السويديه..اخذت عينيها تراقبهما من بعيد وكيف هما يتمسكان ببعضهما وهو يحاول من حين إلى اخر تقبيل وجنتها لترسم إبتسامة عريضة على شفتيه ..إنه يخون..هذا ما اكدته عيناها ...وما ان غابا عن ناظرها حتى اخذت قدماها تسير إلى لا مكان ..فكل ما حولها قد بات لا يسوى شيء لها ..ارتطمت بعدة اشخاص دون ان تشعر ..فقد اجتاحت مخيلتها صورا وذكريات من الماضي ..
فتاة في الخامس والعشرون عاما ذات شعر أسود ببشرة قمحية تحتضن امراة في العقد الخامس ..وهما يبكيان ..فقد كان وقد الوداع لها ..فقد كانت تعيش في بغداد من قبل وقد اكملت دراستها هناك حتى تقدم لها سمير .. شاب يكبرها عدة اعوام عن طريق إحد الاقرباء ..هي وافقت عليه رغم ان والديها قد ترددا في قبوله ليس لانه غير معروف الاخلاق والماضي فقد سألوا عنه من قبل وقد حمدوا عليه لكن لانه يعيش في الغربة ..السويد ..لم تفكير هي حين ذاك كيف تكون الغربة وكيف ستعيش في عالم بعيدا عن والديها واشقائها واقاربها بل فكرت إنها تريد كل شيء جاهز ..شقة مؤثثه ..سيارة ..سفر ..كل شيء حلمت به ..وعالمه بالنسبة لها قد بات حلم تريده الحصول عليه ..صبرت عاما واحد حتى انتقلت إلى العيش إلى معه..كانت بداية تعارفهما عن طريق الانترنيت ..لكن بداية زواجهما كان كقصة رومانسية جميلة ..حتى ولدا فادي ثم رواء ..كانت تجد إن طفلان يكفي لكنه اراد المزيد ..ارضخت لما يطلب وانجبت اربعة اطفال اخرين ..وهي بين ذاك والاخر قد نست نفسها ..هو يخرج صباحا لياتي ليلا وهي كانت تعبه من طلبات الاولاد ومراقبته...
تحياتي انشاءالله تنول اعجابكم